Tuesday, April 5, 2016


هل لا تزال تجمعنا؟! MBC




علاقتي بمجموعة MBC السعودية طويلة ومتشابكة، فقد عملت في قناة العربية التابعة لها من 1/1/2003 إلى 31/8/2011 حين تقدمت باستقالتي منها. تخلل هذه الفترة انقطاع دام 6 شهور عندما خضت تجربة مزعجة مع قناة الدنيا السورية أثناء بثها التجريبي حيث لم أتحمل البقاء فيها أكثر من 3 شهور، فما كان من مدير العربية آنذاك عبد الرحمن الراشد إلا وأعادني إلى عملي وكأني لم أغادره.
ولا شك أن المجموعة تعمل بشكل مؤسساتي حقيقي يجعلها رائدة في الشؤون التنظيمية والعملية، كما أن ضخامتها تهيئ لأي موظف أن يتعلم الكثير حتى لو وجد فيها نماذج سيئة لا يمكن أن تتسبب في تخريب نظام العمل.

غير أن صفة معينة تختص بها الإم بي سي يمكن أن تشكل نقطة إيجابية وسلبية في آن واحد، هي ما يسميه موظفوها درجة الأمان الوظيفي، أو حفاظها على مواردها البشرية نوعا ما إلى ما يشبه أبد الآبدين، وذلك إذا لم يتركها الموظف بنفسه، فهناك عدد ممن عملوا في المجموعة منذ انطلاقتها في لندن في تسعينيات القرن الماضي لا يزالون يعملون فيها إلى الآن. 

هذه الصفة تحديدا لم تعد فيما يبدو محصورة في الموظفين اليوميين، بل امتدت لتشمل فنانين ومقدمي برامج باتوا علامة مميزة لمجموعة MBC خصوصا في شهر رمضان، فصار مشاهدو القناة لا يتابعون مسلسلات رمضانية يومية، وإنما مسلسلات يومية سنوية! بمعنى أن ما يعرض على القناة موسما صار يمتد إلى مواسم، وهذا ما حدث مع مسلسل باب الحارة الذي ضرب رقما قياسيا في سبعة مواسم، وبرنامج خواطر الذي استمر أحد عشر موسما، ولحق بهما حروف وألوف، ورامز واكل الجو، ومسلسلات عادل إمام، وغادة عبد الرازق، وناصر القصبي وغيرهم، حتى صار يخيل للمرء أن هؤلاء تحولوا إلى موظفين في المجموعة، وأن عقودهم يتم توقيعها بالجملة على عدة سنوات. ومن حرص إدارة الشركة على عدم خسارة أي أحد عمل معها بالطريقة التي تتعامل فيها مع الموظفين اليوميين، تستمر في إبرام العقود مع نفس الجهات الرماضانية في تكرار أحيانا ينعكس سلبا على صورة ما تقدمه. والأمثلة قد تكون واضحة، فالعمل الذي يلقى صدى سيئا لدى المتابعين يعرفه كثيرون، وهؤلاء لا تصل أصواتهم إلى الإدارة، فتنقلب شاشة المحطة إلى عروض روتينية قد تتحول إلى مملة أحيانا.


قد يكون القائمون على المجموعة لا يهتمون إلا بالمتلقي السعودي كونه الهدف الرئيسي للمعلن، غير أن اللقب التي تطلقه على نفسها وهو لقب "قناة كل العرب" يجعلنا نطرح السؤال: هل تهتم إم بي سي فعلا بالرأي العام في دول منطقة الضاد؟ أم ينحصر اهتمامها بما تحققه من أرباح مالية من خلال لعبة التفاعل الهاتفي التي صارت علامة مميزة للمحطة في السنوات الأخيرة؟!


No comments:

Post a Comment